مقالة اليوم : [ عصمة النبيّ ، صلى الله عليه و سلم ]

إنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، معْصومٌ عن الذنوب بإطلاق ، فكيفَ نفهم الآية الكريمة التالية : ( إنّا فتحْنا لكَ فتْحاً مُبيناً ، ليغْفر لك اللهُ ما تقدّم منْ ذنْبك و مَا تأخّر ) الفتح 1 ، و هل الله سُبحانه بحاجة لمُبرّر [ فتح مكّة ] ليغْفر ذُنوب رسوله الكريم ؟ ! !
و الجواب :
إنّ [ ذُنوب ] الرسُل الكرام ، هي بينهُم و بين الناس ، و ليس بين الرُسُل و بين الله سُبحانه ، و الدليل على ذلك : إنّ موسى عليه السلام في [ أوّل كلامٍ له مع الله ] ، كان قدْ قَتَل رَجُلاً من قبْل ، فلماذا في بداية كلامه لمْ يقُل : [ ربّ اغفرْ لي ذنْبي ، و اشْرحْ لي صدري .... ] ، بل قال فوراً : ( قال ربّ اشْرحْ لي صدري .... ) طه 25 ، و لمْ يذْكُر ّ [ ذنْبه ] ، و لكنّه أوْضح أنّ [ الذَنْب ] بينه و بين خُصومه فقال : ( و لهُم عليّ ذنْب ، فأخافُ أنْ يقتلون ) الشعراء 14 .
و [ ذنْبُ ] رسولنا الأكرم ، كان بينه و بين أهل [ مكّة ] ، فلو انتَقل صلى الله عليه و سلّم منَ الدُنيا دون [ فتْح مكّة ] ، لأعادت مكّة [ غزوة الأحزاب ] و أنْهت الإسلام في المدينة ، لذلك كان لا بُدّ من [ فتْح مكّة ] من أجلْ إزالة [ الذَنْب ] بين الرسول و بين أهل مكّة ، و كان [ حقْد و كراهية ] أهل مكّة واضحاً قبل الفتْح بعام واحد ، عندما منعُوه من دخول مكّة و وضعوا شروط [ مُجْحفة ] بصُلْح [ الحُديبية ] ،
و في العام التالي حصل [ الفتح ] ، فأصبح : [ أخٌ كريم و ابن أخٍ كريم ] ، و تمّ غُفران [ الذنْب ] بينه و بين أهل مكّة ،
كلّ هذا ، الله أعلم