مقالة اليوم [ مَن هم المُشركون ؟ ! ]

قال تعالى : ( يوم يُنفخُ في الصور فتأتون أفواجاً ) النبأ 18 ، فما هي هذه الأفواج و كم عددها ؟
سيكون الناس يوم الحساب / 6 / أفواج مُنفصلة عن بعضها ، لقوله تعالى : ( إنّ الذين آمنوا ، و الذين هادوا ، و الصابئين ، و النصارى ، و المجوس ، و الذين أشركوا ، إنّ الله يفصل بينهُم يوم القيامة ) الحج 17 ، إذاً [ المشركون ] هُم [ فوج واحد ] و باقي الأفواج لم يُطلق عليهم القرآن صفة المشركين ، لأنها ستكون [ منفصلة ] عن [ فوج المشركين ] .
و الدليل الآخر أنّ [ أهل الكتاب ] ليسوا مشركين ، أنّ الله قد [ حرّم ] الزواج منَ المُشركات ، و [ أحلّ ] الزواج من [ أهل الكتاب ] ، لقوله تعالى : ( و لا تنكحوا المشركات حتّى يؤمنّ ) البقرة 221 ، و قال : ( اليوم اُحلّ لكم الطيّبات .... و المُحصنات من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ) المائدة 5 ، و الدليل الثالث : أنّ القرآن الكريم يُميّز حتى بين [ الذين كفروا منْ أهل الكتاب ] و بين [ المُشركين ] ، ففي [ سورة البيّنة ] التي يدلّ اسمها عليها نجد : ( لمْ يكن الذين كفروا منْ أهل الكتاب و المُشركين ) البيّنة 1 ، و كذلك : ( ما يودّ الذين كفروا منْ أهل الكتاب و لا المُشركين ) البقرة 105 .
و صنف [ المُشركين ] فقط ، قال عنهُم القرآن : ( إنّما المشركون نجَس ) التوبة 38 ، و السبب : أنّهُم كانوا قبل افسلام يقومون ب [ حجّ العُراة ] حيثُ كانوا يطوفون بالكعبة الشريفة [ عُراة تماماً ] رجالاً و نساءً ، حيث روى [ البخاري ] في باب الصلاة ، أنّ الرسول [ ص ] قد ارسل قبل [حجّة الوداع ] أبي بكر الصديّق رضي الله عنه في حجّة خاصّة ، حيثُ أذّن عليّ بن ابي طالب كرّم الله وجهه على الكعبة : [ لا يحجّ بعْد العام مُشرك ، و لا يطوفُ بالبيت عريان ]