مقالة حول الاية الكريمة(ويسالونك عن ذي القرنين) الكهف 83

الإجـابـة لسـؤال الأخ [ نسيم ] ، من باريـس

( و يسـألونك عن ذي القـرنين ) الكهف83

كان السؤال عن [ ذي القرنين ] أحد الأسـئلة التي سـألها اليهود للرسول الكريم عليه الصلاة و السلام ، لأنّهم يعتقدون أن ذي القرنين كان يُحبّهم كثيراً ، لكن كان ينقصهم الكثير من المعلومات عنه ، فأرادوا من سؤالهم استكمال تلك المعلومات ، فلم يُلبّي الله طلبهم فقال تعالى ( قُلْ سـأتلوا عليكـمْ مـنْه ذكْراً ) الكهف 86 ، فقال [ منه ] و ليس كلّ الم
علومات ، فمن هـو [ ذي القرنين ] :
ذي القرْنين : هو الملك الفارسي [ قـورش Kourash ] الذي جعلـه اليهود إلاهـاً لهم ، ففي [ سـفْر أشعياء 45 / 3 في توراتهم ] نجد : [ أنّي أنا الربّ الذي يدعوك إلـه إسـرائيل ] ، ففي عام / 586 قبل الميلاد / أخذ ملك بابل [ نبو خـذّ نصّـر ] أخذ اليهود أسـرى إلى مدينة بابل و هو ما عُرف [ سـبي بابل ] ، حتى كان عام / 538 قبل الميلاد / حيث دخل [ ذي القرنين ] إلى مدينة بابل ، فحـرّر اليهود من الأسـر و سـمح لهم بكتابة التوراة البابليّة المعروفة حاليّاً ، بعـد أنْ تزوّج إحدى بناتهم و تُدعى [ أسـتير و معناه ريحانة ] ، و كان هذا الملك عادلاً ، حيث حكم بالعدْل بين اليهود ، ولم يدلّلهم كثيراً كمـا يزعمون ، و هذا الملك [ ذي القرنين ] هو مؤسّس الإمبراطورية الفارسـية ، و كانت عاصمته [ بيرسيبوليس ] في الصحراء الإيرانيّة حاليّاً ، و هـذا الملك سـلك ثلاث طـرق في فتوحاته :
( فأتبعَ سبباً حتّى إذا بلغ مَغْرب الشمس ) الكهف 85 / 86
( ثـمّ أتْبع سـبباً حتّى إذا بلغ مطـلع الشمْس ) الكهف 89
( ثـمّ أتْـبعَ سـبباً حتّى إذا بلغ بين السـدّين ) الكهف 92
و السـبب الأوّل أوْصـله إلى [ بابل ] ، حيث تقول ىلآية الكريمة ( حتّى إذا بلغ مغـرب الشـمس وجدها تغْرب في عيْنٍ حـمئـة ) ، و الحمـأ : هو الطمي الذي يوجـد على ضفـاف الأنهـار من الطين ، أيْ وصـل إلى منطقـة [ شـطّ العرب ] حيث التقاء نهـريْ [ دجلـة و الفـرات ] و هي منطقـة مسـتنقعات و [ حمـأ ] و عنـده مدينة [ بابل ] ، و تتابع الآيات ( و وجـد عنـدها قـومـاً ) جاءت كلمة ( قومـاً ) بصيغة [ نكرة ] لأنّ القوم معروفين بالنسـبة للسـائلين اليهود ، فهم أجدادهم ، و توضح ىلآيات أنّ الرجل اقام فيهم العـدل : ( قلـنا يا ذا القرنين إمّـا أنْ تُعـذّب و أمّـا أنْ تتّـخـذ فيهم حـسناً قال أمّا مَنْ ظـلم فإنّا نُـعذّبه ) و تتابع الآيات ( و أمّـا منْ آمن و عمل صالحاً فـله جزاءً الحسـنى ) الكهف الآيـة 86
و السـبب الثاني كان شـرقاً ( حتّى إذا بلغ مطلـع الشـمس ) فوصل بفتوحاته إلى شـرق الهنـد .
و السـبب الثالث كان شـمالاً إلى المنطقـة الواقعـة بين [ السـدّين ] المائيين و همـا [ بحـر قزوين و البحـر الأسـود ] و هناك بنى السـدّ المعدني بين [ الصـدفين ] أيْ السلسلتين الجبليّتين اللتان تقعان بين البحر الأسود وبحر قزوين ، وذلك لصـدّ غارات [ يأجوج و مأجوج ] و هم الأقوام القديمة التي كانت تسـكن [ ماشـك = موسكو حاليّاً ] ،
حيث كان الرجال أقوياء و أشـدّاء يغيرون على الإمبراطورية الفارسـيّة القديمة , و نسـاؤهم كانوا يُعرفون باسم [ النساء الأمازونيّـات ] و كلمة [ أمازون ] تعني [ اسـتئصال الثدي ] حيْث كان هؤلاء النسوة يسـتأصلْن الثدي كي لا يعيقهنّ أثناء الرماية ، و هـذا السـدّ اختفى تحت الصخور التي تساقطت عليه بسبب الزلازل ، لذلك قال ( حتّى إذا جاء وعْـد ربيّ جعلـه دكّـاء ) ، و كان سـدّاً معدنيّاً نواتـه من الحديد ، و مغطّى بطـبقة من النحاس السائل ( قال آتوني اُفْـرغْ عليه قِـطْـراً ) أي نُحـاسـاً ،
أمّا الإسـكندر المقدوني و الذي عُرفَ ب [ ذي القرنين ] فليس المقصود بالقرآن الكريم ، لأنّ هذا الفاتح كانَ ماجـناً و شـاذّاً جنسـيّاً و الله لا يتحدّث مع هكذا أشخاص ، [ كلّ هذا و الله أعلم ]