مقــالــة اليــوم : [ العبــوديّة و الــرقيق في الإســلام ]

بطــلب من [ Khalil Zaghdoudi ] :
دكتور أنا أحترمك و تعجبني محاضراتك ، لكن مازال عندي سؤال لم أفهم لماذا أكثرية المسلمين [ يتهــرّبــون ] من الإجــابة عليه :
لــماذا لــمْ تُـمنـع الــعبـوديــة ( الـرقّ) في دين الإسـلام ، أيْ في (القرآن) ؟ !!!!

الجــوابُ :
بإذْن اللـه تعالى ، لــنْ [ أتهَـرّب ] مـنَ الإجـابة عليـه ، بكل الصدق و الصراحة .

_ إنّ الديْنَ الإسلاميّ الحنيف ، قـدْ [ شـرّع ] تحرير العبيد ، و لـمْ [ يُشـرّع ] العبوديّة .
فقَـدْ حـرّمَ الرِقّ و العبـوديّة بشكْلٍ قـاطـع ، و أوجَبَ [ تحـرير ] العبيــد ، بطُـرُقٍ ثـابتَةٍ و [ مـدروسَـةٍ ] ، و لـمْ يتـمّ [ تحـرير ] العبيـد دُفعـةً [ واحـدة ] بآياتٍ قُرآنيّة ، كيْ لا يَخْلُقَ [ أزْمـةً إنسـانيّة] و ذَلكَ بتـرْك آلاف العبيـد في الشـوارع دُفعةً واحـدةً بدون رعـاية .

_ اعتمَـدَ الإسْـلامُ آلـيّةَ [ تجْفيف مُسـتنْقَع الـرقّ ] ، بقَـطْع مَصَـادر تغْـذيتـهِ منْ جـهَةٍ ، و [ الحـضّ ] على تحـرير العبيـد مـنْ جهـةٍ ثانيَـةٍ ، و ذلك عبْـرَ وسـائل عديدةٍ هــيَ :

1_ طـالبَ [ الحـكومـات ] بتخصـيصِ جـزْءٍ منْ مـيزانيّـاتهـا لتحـرير العبيـد ، حيْثُ حـدّد جـزْءاً من الأمْـوال العـامّة لتحرير العبيـد ، في الآيـة التـاليَة : ( إنّمـا الصَـدقاتُ للفُقـراء و المسَـاكين ..... و في - الـرقَـاب - .. ) التوبة 60 .
2 _ ديّـةُ القَـتْل الخطـأ : ( و مَـنْ قَتَل مُـؤمِـناً خَطَــاً فتحـريرُ رَقـبةٍ ) النساء 92 .
3 _ الترغيْبُ بالآخـرةِ : ( و مَـا أدْراكَ مَـا العقَـبة ، فـكّ رَقَـبَة ) البلد 8 .
4 _ كفّـارة - الظِـهار - : ( و الذينَ يُظـاهرونَ منْ نسائهم ... فتحْـريرُ رقَـبة ) المجادلة 4
5 _ كفّارةُ اليمين : ( و لكنْ يُؤاخذكُم بما عقّدْتُم الإيمان فكفّارتُه ... أو تحريرُ رقَبة ) المائدة 89 .

_ بالإضـافة لِمَـا تقدّم : فإنّ العبْد [ المُشـترك ] بيْن شـخصيْن ، يكفي أنْ يُحرّره أحدهُمـا ، ليُصبح حُـرّاً دون موافقة الشريك الآخر .
_ لقَـدْ مـنَع الله [ خطْـفَ ] الناس من أوطـانهم ، ليكونوا عبيداً لـدى الشـعوب الأخْـرى ، مثلمـا كـان يحْصَلُ مع السـادة الأفـارقـة ، فقـد جعَـلَ الله منطـقَة الحَـرَم المكيّ الشريف منـطقةً يلقى فيهـا الناس الأمـان ، قال تعالى : ( أوَلـمْ يَـروْا أنّـا جَـعَـلْنـا حَـرَمـاً آمـِناً ، و يُـتَـخـطّـفُ الناسُ مِـنْْ حَـوْلِـهِمْ ) العنكبوت 67 .

بينمـــا :
شَـرّعت المُعتــقداتُ الأخْـرى [ الـرقّ ] و لـمْ تُشـرّع [ تحرير ] الرقيق ، فنجـد في التوراة البابليّة [ سِـفْر التثـنية 20 ] مـا يلي : [ حيْنَ تقترب منْ مَدينة لكيْ تُحـاربهـا ، استدْعهـا للصُلْح ، فإنْ أجـابتْكَ و فُـتِحَـتْ لكَ ، فكلّ الشـعْب الموجود فيهـا يكونُ لكَ بالتسـخيْر و - تُسـتـعْـبَـدُ - لكَ ، و إنْ لَـمْ تُسـالمْكَ فاضْربْ جميْعَ ذكُـورهـا بحـدّ - السـيْف - ، أمّـا النسـاءُ و الأطـفالُ و البهـائم ، فـتَـغْـنـمُــها لنـفْـسـِكَ ] .
_ و في القانون الرومـانيّ لا يُعْـتَبَرُ [ الرقيقُ ] إنسـاناً ، و كان الرومـانُ يسـترقّون المَـديْن عنْدَ الدائن ، إذا لـم يفي لـه الدَيْن .
_ و في مصْـرَ القديمة و الصين و فارس و الهنْـد ... ، كانَ الناسُ يُقسـمونَ إلى صـنْفيْن : [ حُــرّ بالطـبْع ، رقـيقٌ بالطـبْع ] ، و لا يزال هذا الاعتقـاد مـؤثّراً في [ نفسـيّة ] الكثيرين لـدى تلْك الشعوب .

بارك الله بكم و عليكُم ، و أمدّكم بوافر الصحة و السعادة و الفرح و السرور ، و سلمت أياديكُم البيضاء لتعليقاتكم و مُشـاركـاتكم الكـريمة ، و تفضّلوا بقبول فائق التقدير و المحبة و الشكر و الاحترام .