مقــالــة اليــوم : [ الـمُــجـرمــون ]

أوّلاً : كي يرتــاح الجميـع ، فإنّ كل مسلم و مسلمة ليسوا مجرمين ، لقـولـه تعالى : ( أ فَـنجْعـل المسـلمين كـالـمُجرمين ) القلم 35

المـجـرمـون : هـم الذين قطعـوا كلّ الصـلات مع الله ، و يقال : [ لحمةٌ مجرومـة ] أي : انفصل اللحم عن العظْم ، يقول تعالى عنهـم : ( إنّـا كذلك نفعل بالمُـجرمين ، إنّـهم كـانوا إذا قيل لهـم لا إلـه إلاّ اللـه يسـتكبرون ) الصافات 34 ، ( و أمّـا الذين كـفروا ، أ فَـلمْ تكنْ آياتي تُتلى عليكم فاستكبرتم و كـنتمْ قومـاً مُـجرمين ) الجاثية 31
و هـم أصـحاب المكْـر و الخداع في المجتمع : ( و كـذلك جعلـنا في كلّ قرية أكـابرَ مُـجـرميهـا ليـمْكروا فيهـا ) الأنعام 123.
و في يوم القيامة يكون المجرمون لون وجوههم أزرق داكن : ( و نحشـر المجـرمين يـومـئذٍ زُرْقــاً ) طه 102 ، لذلك يُعرفون من ملامحهم فتسحبهم الملائكة من الرؤوس و الأقدام : ( يُعْـرفُ المجـرمون بسـيماهمْ ، فـيُؤْخذُ بالنواصي و الأقدام ) الرحمن 41 ، حيث يتمّ فصلهم عن باقي الناس في المحْشـر : ( و امـتازوا اليوم أيّهـا المجرمـون ) يس 59 ، و هؤلاء لنْ يُسـألوا عن ذنوبهم : ( و لا يُسـألُ عن ذنوبهـم المـجرمون ) القصص 78 ، و تربطهم الملائكة مع قرنائهم من الشياطين : ( و ترى المجرمين مُقرّنين بالأصـفاد ) إبراهيم 49 ، و هـم فقط يُعرضون على النـار قبل دخولهـا : ( و رأى المجرمون النـار فظـنّوا أنّهـم مُـواقعوهـا ، و لـمْ يجدوا عنهـا مـصْرفـاً ) الكهف 53 ، و يُسـاقون إليهـا عطاشـاً : ( و نسوق المجرمين إلى جهنّم وِرْداً ) مريم 81 ، و عذابهم يكون بشكل حركة مُتنقّلة بين جهنّم و بين الحميم السائل الذي يغلي : ( هذه جهنّم التي يُكذّب بهـا المجرمون ، يطوفون بينهـا و بين حميمٍ آنٍ ) الرحمن 43 ، و القرار الإلهيّ واضح : ( إنّـه مَنْ يأتِ ربّـه مُـجرمـاً فإنّ لـه جهـنّم لا يموتُ فيهـا و لا يحي ) طه 73 .
بُشــراكـم أعزائي المسلمين و المسلمات ، فأنتم لستم من المجرمين ، فاحمدوا الله كثيراً على [ نعمـة الإيمان ] و افرحوا و لا تحزنوا أبداً