مقــالـة اليــوم [ الآيـة 33 من سورة المـائدة ]

مقــالـة اليــوم [ الآيـة 33 من سورة المـائدة ]

بطلـب من [ Luna kabakibi ] :

دكتورنا الفاضل : الرجاء ثم الرجاء تأوّل الآيه 33 من سورة المائدة : هل ديننا بهذه الوحشية ؟ ، هل هذه هي طريقة تعامل الإسلام مع من يقاتلونه ؟؟؟؟؟

الجــواب :
أوّلاً : إنّ الجهـاد في الإسـلام هو [ جهـادٌ فكـريّ ] و بالقرآن الكريم [ حصـراً ] ، لقولـه تعالى صـراحةً عن الجهـاد [ الكبير ] : ( و جـاهـدهُم بـه جهـاداً كبيراً ) الفرقان 52 ، قاصداً القرآن الكريم الذي يدعو إلى [ السلام ] : ( قـد جاءكم منَ الله نـورٌ و كتـابٌ مُبين يهـدي بـه الله مَن اتّبَع رضـوانه سُـبُلَ السَــلام ) المائدة 15 ، فالذي يُريـدُ [ رضوان الله ] عليه اتّبـاع [ سُـبُل السلام ] ، و ليس [ قتل الناس ] .
_ و نـلاحظُ أنّ هذه الآية الكريمة رقمهـا / 15 / من سورة المائدة ذاتهـا ، و هي تسبق الآية / 33 / التي سنتحدّث عنهـا .

ثــانياً : يجب التمـييز جيّـداً بين [ أربعـة ] أمـور ، هي :
1 _ الجهــاد
2 _ الحَـرابَة
3 _ البـغْي
4 _ الصَــيالة

1 _ الجهــاد :
هـو بالفكْـر و الاقنـاع و ردّ العدوان فقـط ، لذلك دومـاً يقول القرآن كلمـة : [ قاتـلوا ] ، و لـم يقُل : [ اقتـلوا ] !!!!!!!!!!!!! ، و كلمـة [ قـاتلوا ] تعني [ صـدّ العدوان ] فقط ، لأنّ الجانب الآخرَ هو الذي [ بـدأ ] بالقتال ، والآيات واضحةٌ و صريحة بذلك : ( و قاتـلوا في سبيل الله الذين يُقـاتلونكُم ، و لا تعتدوا إنّ الله لا يُحبّ المُعتدين ) البقرة 190 ، أي : لا يُحبّ المُعتدين أيّــاً كانوا ، ( فَـمَن اعتدى عليكُم ، فاعتدوا عليْه بمـثْل مَـا اعتدى عليكُم ، و اتّقـوا الله ) البقرة 194 ، ( لا ينهـاكُمُ الله في الذين لـمْ يُقاتلوكُـمْ في الدين و لـم يُخْرجوكُم من دياركُم ، أنْ تَـبرّوهُم و تُقسـطوا إليْهم ) الممتحنة 8 ، إلى أن يقول بكلّ وضوحٍ و صراحة : ( يـا أيها الذين آمنـوا : ادخـلوا في السـلْم كـافّةً ) البقرة 208 .

2 _ الحَــرابَـة :
و هـي [ موضوع السُـؤال ، أي : الآية 33 من سورة المـائدة ] .
الحَـرابـة : هـيَ [ الفسـادُ في الأرض ] بكلّ أشكالـه و ألوانـه ، و هذا أمْـرٌ لا يرضـاه الله و لا يـرضـاه النـاس مُطـلقاً ، مثلَ [ قطْع الطُـرُق مثـلاً ، قتْـل الناس بدون ذنْب ، نشر الإرهـاب في المجتمـع ، تهـريب الأسـلحة و المخدّرات ..... ] خاصّةً [ الإصـرارُ ] على هذه الأمور و عدَم التوبـة عنهـا : ( أخَـذتْهُ العـزّة بالإثْـم ) البقرة 206 ،
عند ذلك لا بُـدّ من [ تطـهير ] المجتمع منْ أمثال هؤلاء [ المُفسـدين ] و المُصـرّين على الفسـاد و يشعرون بالسعادة في ذلك ، و تطبيق حـدّ [ الحـرابة ] عليهم كمـا ورّد في سور المائدة الآية / 33 / : ( إنّمـا جَـزاءُ الذين يُحـاربون الله و رسولَـهُ و يسْـعَوْنَ في الأرض فَسَـاداً ، أنْ يُقتّلوا أو يُصَلّبوا أوْ تُقطّعَ أيديهم و أرجُـلَهُم منْ خِـلافٍ ْ أوْ يُنفـوا منَ الأرْض ، ذلكَ لهُـمْ خِـزْيٌ في الدُنيـا و في الاخرةْ لهُم عذابٌ عظيمٌ ) المائدة 33 ، مع ذلك تركَ لهُـمْ باب التوبـة مفتوحـاً ، قبْل إلقـاء القبْض عليْهم : ( إلاّ الذين تـابوا منْ قبْل أنْ تقدروا عليْهم ، فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم ) المائدة 34 ،
إذاً : إذا تابوا و تراجعوا من ذاتهم ، فإنّ الله سيغْفرُ لهُـم ، و هذا قمّة الرحمة و العدْل الإلهيّ ، و ليسَ [ الوحشيّة ] !!!!!!!!!!!! .

3 _ البغْـي :
و هـوَ القتـالُ بين فـئتين مؤمنتين ، فالمطلوبُ هو [ الصُلْح ] بينهُمـا ، لقوله تعالى : ( و إنْ طـائفتان منَ المؤمنين اقتتـلوا ، فأصلحوا بينهُمـا ، فإن بَغَتْ إحداهُمـا على الأُخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تـفيْءَ إلى أمْـر الله ، فإنْ فاءت فأصلحوا بينهُمـا ) الحجرات 9

4 _ الـصَـيَـالة :
هي الهجوم و الاعتداء على الآخـرين لسلب أموالهم و أعراضهم ، و هُنـا قال صلى الله عليه و سلّم بمـا معنـاه : [ مَنْ قُتِلَ دون مـاله و عرْضـه ، .... فهـوَ شـهيد ] ، ( فإنْ لـمْ يعتزلوكُمْ و يُلقـوا إلـيكُمُ السَـلَم و يكُتفّوا أيديهُم ، فخُذوهُم و اقتلوهُم ) النساء 91 ، و هـذا [ الحُكْمُ بالإعدام ] تقوم بـه [ الدُوَلُ عن طريق المحاكم ] ، و لا يقوم بـه الأشخاص !!!!!!!!! .
و السيْفُ [ الصـايل ] : السـيْفُ في حالـة [ القتـال ]

_ ارجو الإجـابة قد أصبحت شاملة و وافيه .

لكم كل المحبة و الشكر و التقدير و الاحترام ، و بارك الله بكم و عليكُم ، و تفضّلوا بقبول فائق التقدير و الاحترام