مقـالة اليوم : ( للـه الشفاعة جميعـاً ) الزمر 44

المعنى اللغويّ : [ الشفاعة ] منَ [ الشفْع ] و هو [ الزوج ] لقوله تعالى : ( و الشفْع و الوتْر ) الفجر 3 ، أي : [ المفرد و الزوج ] ، و [ شَفع الفرْد ] أيْ : أصبح لـه [ ثاني ] ، لأنّ [ الشافع ] بتأييده [ للمشفوع له ] كأنّه ضمّه إلى نفسه فأصبح ثانياً بالنسبة له .

إنّ [ الشفاعة ] هي منْ أهمّ معالم يوم القيامة ، و [ الشُفعاء ] كثيرون ، لقوله تعالى : ( و لا يشْفعون إلاّ لمَن ارتضى ) الأنبياء 28 ، و قد وردت كلمة ( يشفعون ) بالجمع دليل كثْرة الشافعين ، و لكن على رأسهم و سيدهم ، هو الرسول الأعظم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، لقوله : [ أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة مَنْ قال لا إله إلاّ الله خالصاً بنفسه ] رواه الإمام البخاري برقم 6570 ، و الإمام أحمد برقم 2 / 373 ، لذلك [ افرحوا جداً ] أيها المسلمون ، فإذا لم تدخلوا الجنّة بأعمالكم ، ستدخلوها حتماً [ بشفاعة رسولكم ] و ستكونون [ أسعد الناس ] يوم القيامة كما ورد في حديثه الشريف .
و قوله تعالى : ( مَنْ ذا الذي يشْفع عنده إلاّ بإذنه ) البقرة 255 ، لا ينفي [ الشفاعة ] و لكن يربطهـا بإذن الله بهذه الشفاعة : ( مـا منْ شفيعٍ إلاّ منْ بعد إذنه ) يونس 3
فالشفاعة حقيقة من حقائق يوم القيامة ، و رسولكم الأكرم ( حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) ، فافرحوا و لا تخافوا أبداً ، فكلّ السعادة أمامكم ، لكم خالص أمنياتي من القلب شاكراً لكم تعليقاتكم الكريمة