مقـالة اليوم : [ إلى الجنّـة بالسـلاسـل ]

إذا علِمَ الله في قلْب الإنسان خيراً ، فإنّه سيأخذه إلى الجنّة و لوْ بالسلاسل ، و السـبب :
بعد إحدى المعارك التي خاضها الرسول الأعظم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، تمّ إحْضار مجموعةً منَ [ الأسرى ] بالسلاسل ، و هؤلاء الأسرى كانوا يُحاربون الله و رسوله بالسيف ، مع ذلك نزل قوله تعالى فيهم : ( يا أيّها النبيّ قُلْ لمَنْ في أيديكم منَ الأسرى : إنْ يعلم الله في قلوبكم خيراً ، يُؤتكمْ خيراً ممّـا اُخِذَ منكم ، و يغْفرْ لكمْ و الله غفورٌ رحيم ) الأنفال 70 ، فتعجّب صلى الله عليه و سلّم و قال : أَ إلى الجنّة بالسلاسل .
لأنّ الجنة هي [ الأساس ] يوم القيامة لأنها الأكبر و الأشمل : ( جنّة عرضها كعرض السماء و الأرض ) الحديد 21 ، بينما جهنّم هي المكان الضيّق و الصغير ( و إذا ألقوا منها مكاناً ضيّقاً ) الفرقان 13 ، فهي أشبه ما تكون [ محْرقة نفايات صغيرة ] لقوله تعالى : ( و يجعلَ الخبيث بعْضه على بعْض فيركمه جميعاً فيجْعله في جهنّم ) الأنفال 37 ، لذلك يمكن بسهولة ملؤها فقط بإبليس و أتباعه ، لقوله تعالى لإبليس : ( لأملأنّ جهنّم منك و ممّن تبعك منهُم أجمعين ) ص 85 فهؤلاء فقط سيملؤون جهنّم .
و الأحبّ إلى الله أنْ يغْفر منْ أنْ يُعذّب : ( ما يفعل الله بعذابكم ، إنْ شكرتم و آمنتم ) النساء 147 ، أي : لماذا سيعذّبكم إذا آمنتم .
لكم خالص الأماني أن تكونوا من أهل الجنّات العُلى ، و شكراً لتعليقاتكم الكريمة