مقـالـة : ( خـلق الأزواج) يـس 36

كلّ شـيء و منه الإنسـان خلقه الله على شـكل [ أزواج ] ، فقال تعالى : ( سبحان الذي خلق الأزواج كلّهـا مـمّـا تُنبت الأرض و منْ أنفسـهم و مـمّا لا يعلمون ) يس 36
نـلاحظ أنه قال ( و منْ أنفسـهم ) و ليس [ من أجسـامهم ] ، إذاً كلّ نفـسٍ [ ذكريّـة ] لهـا نفس [ أنثوية ] خُلـقت معهـا في عالم الذرّ ، هي [ زوجهـا ]
و ليس امرأتها ، أو بكلمة أخرى [ توأم روحهـا ] ، و هذا ما توضحه الآية التالية ( خلقكم منْ نفس واحدة ثمّ جعل منهـا زوجـها ) الزمر 6 ، نلاحظ أنّه قال ( جعل منهـا ) و ليس [ خلق منهـا ] ، أي كانت النفس [ المؤنثة ] موجودة مع النفس [ المذكرة ]، لذلك [ جعلها ] و لم [ يخلقها من جديد ] ،
حتى في علْم النفس نجـد : [ الأنيمـا ] : هي الأنثى الكامنة في الذكر ، و [ الأنيموس ] : هو الذكر الكامن في الأنثى ، لذلك بدون العلاقة الجنسية ، فإنّ الأنثى لا تُعطي إلاّ ذكراً ، مثال مريم [ الأنثى ]أعطت عيسى [ الذكر ] بدون العلاقة الجنسية ، لأنّ [ الذكر ] كامن في [ أنوثتها ] ، و كذلك نجـد آدم [ الذكر ] أعطى حـواء [ الأنثى ] لأنها كامنة فيه ، عليهم السلام جميعاً ، و حتّى في الأساطير القديمة نجد هذا المعتقد : [ ولدت عشتار شقّها الذكري الكامن فيها منذ الأبد و هو أدونيس ] ،
لذلك فإنّ لكلّ [ ذكر ] يوجـد لـه [ أنثى ] هي[ توأمه الروحي ] و لو لم تكن امرأته ، و هذه [ الأنثى ] لا يسكن إلاّ إليهـا لأنها من نفسـه ، يقول تعالى ( خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ) الروم 21 و الدليل الآخر أنّ [ الذكر ] و لو كان في [ الجنّة ] فإنه لن [ يسكن ] إلاّ مع [ توأم روحه ] التي خُلقت من [ نفسه ] ، لذلك قال الله لآدم ( اسكن أنت و زوجك الجنّة ) طه 120 ، و لذلك يوم القيامة : ( و إذا النفوس زوّجتْ ) التكوير 7 ، نلاحظ دوماً كلمة [ النفس ٍ ] و ليس [ الجسم ] ، و [ توأم روح ] الذكر ستبقى معه في الجنة فقط .