تـابع مقـالـة : [ يعقــوب ، إســـرائيل ]

تـابع الأدلّـة أنّ [ يعقـوب ] عليْـه السلام ليْسَ [ إسـرائيل ]

5 _ وَرَد اسْـم [ إسـرائيل ] ، كإسْـم [ علَم ] منسوبٌ لـذاته ، أيْ في غيْرِ معْرضِ [ بني إسـرائيل ] ، وَرَدَ [ مـرّتيْن فقـط ] في القرآن الكـريم :
في المرّة الأولى : ( كـلّ الطـعام كانَ حِـلاً لـبني إسـرائيل ، إلاّ مـا حَـّرمَ - إسـرائيلُ - على نفسـه ) آل عمران 93 ، أيْ : أنّ [ إسْـرائيلُ ] لـمْ يكُنْ [ نبيّـاً ] ، لأنّ النبيّ لا يُحـرّمُ مَـا أحلّ الله لـه : ( يا أيّـهـا النبيّ لِـمَ تُحَـرّمُ مَـا أحلّ الله لكَ ) التحريم 1 .
إذاً [ إسـرائيلُ ] ليْسَ [ نبيّـاً ] بالأصْل ، بينمـا [ يعقوبُ ] عليه السلام كان نبيّـاً : ( وهـبنا لـه اسحاق و يعقوبَ و كـلاً جعلـنـا نبيّـاً ) مريم 49 .
و في المـرّة الثـانية : ( و اذْكُـرْ في الكتاب - ادريْس - إنّه كـانَ صـدّيقاً نبيّـاً ، و رفعنـاه مـكاناً عـليّاً ...... و منْ ذريّة إبـراهيم - و إسـرائيل - ) مـريم 41 / 58 ،
و هذا يُوضحُ حقيقة أنّ النبي [ إدْريس ] عليه السلام ، و الذي جاء بعْد [ آدم ] و قبْل [ نوح ] ، كان أوّل نبيّ أرسـله الله إلى [ بني إسـرائيل ] لكنّهُم قتلوه [ فـرفعه ] الله مكـاناً عـليّاً ، و هذه المرّة [ الوحيدة ] التي ذكَرَ فيهـا القرآن النبيّ [ إدريس ] ، و ذلك عندمـا [ فصَـل ] بين ذريّـة [ إبراهيم ] و بين ذريّة ] إسـرائيل ] .

6 _ حـرصَ القرآن الكريمُ [ مـرّتيْن ] ، على سـرْد الجدل بين [ نوح ] عليه السلام و بينَ قومـه ، ليُوضـح أنّـه كـانَ على زمن نـوح مجمـوعة [ أراذِل ] ، كـانوا هُـمُ السـببَ في عَدَم إيمـان قـوم نـوح : ( قـالوا أنُـؤمِنُ لـكَ ، و اتّبـعَـكَ - الأرذلون - ) الشعراء 111 ،
( و مـا نراكَ اتّبتعَكَ إلاّ الذينَ هُـمْ _ أراذلُـنـا _ ) نوح 27 ،
و لكنّ [ نوح ] الذي يحمل أخلاق الرسُل الكرام ، لـمْ يكُنْ بمقدوره [ طـرْد ] هذه الفئـة ، فكان ردّه : ( و لا أقولُ للّـذين تزدري أعيُنكُمْ ، لنْ يُؤتيَهُمُ الله منْ فضْله ، الله أعلم بمـا في أنفُسـهم ) هود 30 ، فركـبوا مع نوح في السفينة .
و لذلك أوضَحَ القرآن أنّ [ بني إسـرائيل ] هُـمْ من ذريّة الذين ركـبوا [ مَـعَ ] نوح في السفينة : ( ذُريّةَ مَـنْ حمـلْنـا - مـعَ - نـوح ) الإسـراء 3 .

7 _ يُحـرّمُ [ بني إسـرائيل ] أكْـل لحْـم [ الـحَـنـيذ = اللحم المُقـدّد على الشـمس ] ، و لـذلك أوضَحَ القُرآنُ الكـريمُ [ طـريقة ] إعداد لـحم العجل الذي قدّمـه [ إبـراهيمُ ] عليْـه السلام لضـيفيْه ، فخـافَ منهُـم لأنّهُـم لـم يأكلوا [ الـحَـنيذ ] ، فهُم من [ بني إسـرائيل ] ســيـّئي السُـمعة : ( فمـا لـبِثَ أنْ جـاءَ بعجْـلٍٍ حــنيـذ ، فلـمّـا رأى أيْديَهُـم لا تصِـلُ إليْـه نَكـرَهُم و أوجَـسَ منهُـم خـيفةً ) هود 69 / 70 .
و يذْكُـرُ الكثير أنّهُ خـافَ منهُم لأنهُـم مـلائكة ، فنقول لهُـم : إذا علِمَ إبراهيم أنّهُم مـلائكة [ سـيفرحُ ] كـثيراً ، لأنّ الرُسُل الكرام قمّةُ سعادتهم رؤية المـلائكة ، ففي ذات الآية نـرى فـرَح إبراهيم عندمـا علِمَ انّهُم مـلائكة : ( فلمّـا ذَهَبَ عن إبراهيمَ الروْعُ و جـاءتْهُ البُشـرى ) هود 74 .
إذاً [ بني إسـرائيل ] كـانوا مُتواجدينَ على زمن [ إبراهيم ] عليه السلام ، و بعثوا فيـه الخوْف ، عنـدمـا لـم يأكلوا [ الحـنيذ ] ، فظنّ أنّ الضيفين من [ نبي إسـرائيل ] .

8 _ كـان لآدَم عليه السلام أولادٌ كـثيرون ، [ و ليْسَ وَلـديْن فقـط ] كمـا تقولُ التوراة الحاليّة ، و القُرآنُ الكـريمُ لـمْ يذْكُـرْ اسـميْ [ هـابيل و قابيل ] أبداً أبداً ، و لكنهُمـا اسمان في [ التوراة فقط ] ، و إبنُ آدَمَ لـم يقْتُل أخـاه من أجْل الزواج بأخته أبداً ، كمـا تقولُ التوراة و يُصـدّقهـا في ذلك [ مُعظـم المسلمين !!!!! ] .
في القرآن الحـقــيقة :
( و اتْلُ علـيْهـم نبــأ ابنيْ آدَم - بالحـقّ - إذْ قـرّبـا قُـرباناً ، فتُقبّل منْ أحـدهمـا و لـمْ يُتقبّل منَ الآخـر ، قال لأقتلنّـكَ ، قال إنّمـا يتقبّل اللـه منَ المُـتّقينَ ) المائدة 27 ، فسببُ القتْل كان [ التقوى ] و ليْسَ [ الزواج من الأخوات !!!! ] .
و يُتـابعُ القرآن حقائقـه : ( فطـوّعت لـه نفْسُـهُ قتْل أخـيْه فَقَـتلـه .... منْ أجْل ذلك كـتبْنـا على - بني إسـرائيل - أنّـه مَنْ قتَلَ نفسـاً بغـير نفْسٍ ..فكـانّمـا قَتَل النـاسَ جمـيعاً ) المائدة 32 .
منْ ذلك يتّضـح أنَ [ إسـرائيل ] هـو [ ابْنُ آدَمَ القاتل ] ، الذي وضَع [ سُـنّة ] القتْل في البشـريّة ، [ فكَتب ] الله على ذريتـه أنْ لا يتّخذوا [ سُـنّة القتْل ] مثْل أبيهم ، لذلك ربطَ الله قضيّة القتْل مع قضيّة [ كتْابة ] هذه العقوبة .

لذلك :
إنّ [ إسـرائيل ] هـو : [ ابنُ آدَم القاتل ] ، و هو أحـدُ أولاد آدم [ الكثيرون ] ، و قد كتبَ الله على أولاده [ فوراً ] ، أنّ قتْلَ نفسٍ واحدة يعْدلُ قتْل [ جميع الناس ] ، كيْ لا يُشـاع في الناس [ سـُنّة ] القتْل الذي وضعهـا أبيهم ،
_ و لذلك ربـط الله النبيّ [ إدريس ] الذي جاء بعْد آدم ، مع [ إسـرائيل ]
_ و لذلك ظـهر [ بني إسـرائيل ] على زمن [ نوح ] و ركـبوا معـه في السفينة
_ و لذلك ظـهر [ بني إسـرائيل ] على زمن [ إبراهيم ] و كانوا لا يأكلون [ الحنيذ ] ، الذي كان طعـام إبراهيم [ الفاخـر ] .

_ كـلّ هـذا و اللـه أعلـم

لكم خالص تحياتي و محبتي و بارك الله بكم و عليكم