مقالة عن الثقوب السوداء والمادة المظلمة

نتابع البحث في الثقوب السوداء و المادّة المظلمة ، و الآن الحديث عن نظـريّة [ الفوضى ] التي يتحدّث عنها العلْم الحديث .
إنّها ليسـتْ [ فوضى ] و لكنّها [ اضطراب ] ، لأنّ علية الخلْق و تباعد
الكون [The big bang ] قد تمّت منْ قِبل [ خالق ] مُبدعٍ بـديع ( بديع
السماوات و الأرض ) الأنعام 101 ، فقـد تمّتْ [ برمجـة ] كلّ ذرّة في الكون
قبل عمليّ
ة تنفيذ [ التباعد الأعظم ] التي أسماها القرآن
[ الفتْق ] ،
و
عملية الفتْق هي [ التنفيذ ] الدقيق لهذه البرمجة ، و بدقّة متناهية و
مطلقة ، ( الذي أحسن كلّ شيءٍ خلقه ) السجدة 7 ، يقول [ هوكينغ ] : [ [ إنّ
حسابات الكون تستند إلى دقّة مُذهلة أكثر بكثير ممّـا يُمكن أنْ نتصوّر ] ،
و أنّ أيّ خللٍ في الحسابات الدقيقة للكون و لو بشكلٍ بسيط جدّاً ، فإنّ
هذا الخلل سيؤديّ إلى فساد الكون و تركيبته ، ( فقـدرْنا فنِعْـم القـادرون
) المرسلات 23 ( و خلق كلّ شيْء فقـدّره تقديراً ) الفرقان 1 .
لذلك
فإنّ نظريّة [ الفوضى ] الكونيّة التي يتحدّث عنها العلْم الحديث ، هي
نظريّة مرفوضة و غير صحيحة ، و الأصحّ استبدالها ب [ الاضْطراب ] الذي
يُشـبه اضطراب جريان الماء داخل مجرى النهر ، لكنّه في النهاية اضطراب
مُنضبط وفْق مجرى واحدٍ ، و الكون يجري وفق هذا الاضطراب ( و الشمس تجري
لمسـتقرّ لهـا ) يس 38 .

و الأرض هي مركز [ التباعد الكبير ] ، و
السبب أنّ الأرض تنكمش مع الزمان بينمـا السـماوات تتوسّـع ، قال تعالى (
أنّـا نأتي الأرض نُنقصهـا منْ أطـرافها ) الرعد 41 ، فقد كان حجمهـا في
بداية تكوينها أكبر من حجمهـا الحالي بحوالي / 200 / مرّة ، بينمـا
السماوات في توسّـع دائم ( و السماء بنيناهـا بأيدٍ و إنّـا لـموسـعون )
الذاريات 47 ، لذلك يفصل القرآن الكريم دومـاً بين السماوات و بين الأرض ،
مثال :
( خـلق السماوات و الأرض في سـتّة أيّام ) الأعراف 54، و قـد
وردت [ الأرض ] بالمفـرد في القرآن الكريم / 287 / مرّة و كلّها بصيغة
المفرد مثال ( تُسـبّح لـه السماوات السبْع و الأرض ) الإسراء 44 .

وكذلك الحديث الشريف ( اللهمّ لك الحمْد أنت نور السماوات و الأرض ، و لك
الحمد أنت قيّـم السماوات و الأرض ، و لك الحمد أنت ربّ السماوات و الأرض )
رواه البخاري في التوحيد برقم 6945 ، و مسلم في صلاة الليل ، و تبقى
الحقيقة الأكيدة هي :
حقائقُ الكوْن لـمْ تُكْشف طلاسمها ...
لولا الحديثُ ، و لمْ تُكشفْ خوافيها