مقالة في المسير والمخير والثنائيات في القران الكريم

[ الإنسان مُسيّر ، أم مخيّر ، القضاء و القدر ]

ثنائية [ القضـاء ، القـدَر ]
القضـاء : هو علْم الله المُسْبق و منذ الأزَل ، عمّا ستكون عليه الأمور في المستقبل ،
القـدَر : هو ظهور الأمور على الواقع طـبْقاً لعلْم الله الأزليّ بهـا ،
دون أنْ [ يفرضها ] الله خاصّة على الإنسان ، قال تعالى ( اعْملوا مـا
شـئْتم إنّه بمـا تعمـلون بصـير ) فصّلت 40 ، ( فمن اه
تدى فإنّمـا يهتدي لنفسـه و
مَنْ ضـلّ فإنّمـا يضِلّ عليها ) يونس 108

ثـنائيّة [ فحـص ، محّـص ]
يجب التمييز ما بين [ فحص ] و بين [ محّـص ] ، فالفحْص يكون للظـاهر ،
فيُمكننا أنْ نفحص إيمان شخص منْ خلال صلاته و صيامـه ...... ، فهو اختبار [
عمليّ ] و ظـاهر
بينمـا [ محّـص ] هو الإختبار السـريّ للعمل ، و هو [
النيّـة ] التي لا يعلمها إلاّ الله و الإنسان صاحب العلاقة ثانيـاً ،
كأنْ يُصلي الإنسان نفاقاً ، لذلك التمحيص هو الأساس من العمل ، و بمـا أنّ
النيّة يعلمها الله ، لذلك جاءت الآية الكريمة ( و لـيبتلي ما في صـدوركم و
يُمحّـص ما في قلوبكـم و الله عليم بذات الصدور ) آل عمران 154 ، و نلاحظ
كيف ربطتْ الآية بين [ محّص ] و بين [ ذات الصدور ] و هي النفس الداخلية
التي تحوي [ النيّة ] ، لذلك كان لا بُدّ منْ [ تمحيص ] الإيمان كيْ لا
يكون [ نفاقاً ] ، قال تعالى ( و لـيُمحّص الله الذين آمنوا ) آل عمران
141، و على الإنسان أنْ ينجح في [ الفحْص ] و [ المحْص ] ليكون عمله [
صـالحاً ] و ليس [ حسـناً ] فقط .

تنـائية [ الإرادة ، الرضى ]
إنّ الإنسان حـرّ و مخْتـار في عمله ، و إنّ طـاعته و معصـيته ليستْ
خارجة عنْ إرادة الله ، و لكنّ الله سـبحانه [ لا يرضى ] المعصية :
( و
لا يرضى لـعباده الكـفْر ) الزمر 7 ، فالله سـبحانه لا يتدخّل في الخطوة
الأولى للإنسان في الإيمان أو الكـفْر ، و لكـنّه يُمـدّ في الحالتين و
بعْد أنْ يُقرّر الإنسان إحدى الحالتين ، قال تعالى ( فـلمّا زاغوا أزاغ
الله قلوبهم ) الصف 5 ، ( و الذين اهتدوا فينـا لنهدينّهم سُـبلنـا )
العنكبوت 69

ثنائية [ عباد ، عـبيد ]
يُريد الله للناس أنْ
يكونوا [ عباد ] أيْ يُحبّهم و يُحبّونه ، و ليس [ عبيد ] بالإكراه ( و
عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً )الفرقان 63 ، ( عباد مُكْرمون )
الأنبياء 26 ، مع ذلك فإنّ الله لا يظلم حتّى [ العبيد ] الذين رفضوا
محبّته ( و أنّ الله ليس بظلاّم للعبيد ) الحج 10 ، فكيف سيظلم [ العباد ]
الذين يُحبُهم و يُحبّونه ( نبّىء عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم ) الحجر 49

أسـأل الله أنْ يجعلكم من [ عبـاده ] و ليس منْ [ عبيده ] و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بالبداية شكرا لكم..
واحب اهنيكم علة القسم الجديد

شكرا لك او لكي على التهنئة والحقيقة ان هذا القسم سيزخر بالمقالات الرائعة للدكتور علي منصور كيالي وفيه فائدة كبيرة لكم ان شاء الله.